Tags

, ,

من المعضلات اللي بتواجهني و بحاول افهمها هي جملة: الرفض الشعبي (الكامل) للإعتصامات و الإضرابات (الفئوية) بسبب تعطيلها لعجلة الإنتاج.

الجملة دي فيها حاجة غلط.

يعنى لو الشعب رافض سواء كله او اغلبيته اضرابات العمال و المهنيين يبقى مين اللي بيتظاهر و يعتصم و يضرب للمطالبة بأجور عادلة و ظروف عمل أفضل؟

حد هيقولي بتوع الإعتصامات دول أقلية. هاقولو ماشي بس ازاي الأقلية دي هي اللي ماواقفه عجلة الإنتاج لدرجة ان الأغلبية الرافضة للإعتصامات مش عارفة تمشيها و لو حتى شوية؟

ماهو حاجة من اتنين: يا الأغلبية الصامتة دي مالهاش في الشغل خالص ومابتعرفش غير الكلام، يا الأغلبية ديه معتصمة هي كمان؟

بما ان مينفعش اكون معتصم و اشتم في الاعتصام بتاعي يبقى معنى كده ان العمال و المهنيين دول اقلية صحيح بس مهمين جداً، و مادام هم مهمين و ماحدش من الأغلبية الصامتة ديه بيعرف او حتى مستعد يعمل شغل الأقلية طب ليه مانحاولش نديهم حقوقهم وبسرعة غير طبيعية؟ دي حتى لو مطالبهم مش عادلة دا احنا المفروض نحاول نراضيهم على قد مانقدر  مادام هم مهمين للدرجة دي و كله في سبيل عجلة الإنتاج. يعنى ناخذ من قوتنا و نديهم (مش عارفة برده القوت هيجي منين اذا كنا مانعرفش فين عجلة الإنتاج اللي بتوع الإعتصامات ماخبينها) بدل مانقول لا للإعتصام و لا التظاهر على التليفزيون و الفيس بوك. ده لو حتى الأغلبية الصامتة الممتنعة كارهة الأقلية المنتجة المفروض انهم يضحوا بنفسهم علشانهم و يعتبروه جهاد في سبيل عجلة الإنتاج.

حد هايجي يقولي لا بتوع الإعتصام دول هم الأغلبية. هاقولوه ماشي ياعم، بس كده اللي رافضين مبدأ الإعتصام دول هم الأقلية. مين بقى بيقول عليهم اغلبية؟ و ازاي اقليه عايزه ناس تشتغل سخرة او في ظروف سيئة علشان هي تعيش في رفاهية او على اقل في ظروف احسن؟ و بدل مانقولهم عيب دانتوا كده اقطاعين (مش اقلية) نقول عليهم الأغلبية الصامتة؟ وفي مصلحة مين ان احنا نصف الأقليه ديه على انها اغلبية؟ و صامتة كمان؟

هايجي حد تاني يقول ده نص المجتمع و ده النص التاني. هاقول ماشي برده بس هارجعه لاول نقطة مع تغيير بسيط في الكلام. يعنى لو في نص مابيعرفش ينتج و لا يعرف فين اراضي عجلة الإنتاج وحياته كلها معتمدة على النص التاني يبقى المفروض يساند النص المنتج (المضرب حاليا) بكل قوته مش يهاجمه. و لو النص الأول المعترض على الإضرابات بيقول انه شغال فعلاً بكل قوته و ان فعلاً عجلة الإنتاج شغالة يبقى خير و بركة ان العجلة ماشيه و مش متعطلة. ونص المجمتع شغال بعزيمة اكتر من الأول يعني ازدهار ماشفتوش مصر قبل كده. يعني تخيل كده ان نص البلد بتشتغل على الأقل 8 ساعات في اليوم (او مايوازي من 9-5 خمس ايام في الأسبوع) وبجد و بعزيمة غير طبيعية مش ساعة او ساعتين والباقي فيس بوك. واكيد مع كل الكلام ده تلاقيهم يا بيشتغلوا عدد ساعات اكتر من غير مطالبة باجر زيادة او بيتطوعوا في عمل خيري او تنموي او مجتمعى او سياسي كمان. ايه الجمال ده! دول كده مش محتاجين النص التاني.

بس اذا كانوا فعلا بيعملوا كده عندهم كل الوقت للكلام ده ازاي، اذا كان النص المضرب اصلا مش عارف يوصل صوته للتلفزيون و الإعلام بنفس انتشار النص الرافض؟ و ده هيرجعنا لان حد يقترح ان في اقلية و اغلبية و ابتدي اكتب الكلام ده كله من تاني.

المعضلة دي تعبالي دماغي بس انا قررت ان لغاية لما احلها او حد يحلهالي هاشتغل على قد ماقدر في مجالي اللي بافهم فيه على أمل اني اساهم في عجلة الإنتاج و لو في حد بيقدملي خدمة انا ماقدرش اعملها هاديلوا فلوس اكتر (لو السلعة او الخدمة ملهاش سعر رسمي) او اشوف مشاكله ايه واحاول احلها بالذات لو هو موظف او عامل مشاكله مع المرتب اللي بيقبضه او حاجات ادارية تانية. بس في نفس الوقت مش هاقبل كلام من ناس انا عارفه انهم مابيشتغلوش غير سبع ساعات في اليوم او اقل و بطاقة انتاجية تساوي ساعة في اليوم انهم يشتكوا من توقف عجلة الأنتاج علشان هم بيفكروني بالناس اللي بترمي زبالة في الشارع وفي نفس الوقت يشتكوا من عدم نظافة البلد و يشتموا في “وساخة الشعب الغير متحضر”.