اخر أغسطس السنة اللي فاتت وصلت لمرحلة مش عارفة اتعامل مع اللي شوفته أو رد فعل الناس للقتل والدم وقررت الهروب لأسبوع خارج مصر واخترت بلد مابتكلمش لغتها. وأنا هناك اتسرق تليفوني وعليه كل الصور اللي اخدتها في أحداث يوليو وأغسطس. ضاعت كل حاجة، بس الزعل بجد جيه بعدين، في شهر ابريل بالتحديد لما لاقيت ان كل الرسائل بيني وبين باسم في 2013 وخاصة الشهرين دول ضاعوا. غير نقاشاتنا في السياسة، باسم كان بيعرف بطريقة ما اني متضايقة او مضغوطة في الشغل ويبعتلى رسالة تشجيع او ضحك. (الشهر ده بالذات افتقدت باسم بالطريقة اللي كنت متأكدة انها هتحصل: مرتين ورا بعض (مشكلتين واحدة شخصية والتانية في الشغل) وباسم هو اول واحد جه في بالي اكلمه علشان اخد نصيحته وقبل مامسك التليفون استوعبت انه مش موجود.)

الحاجة الوحيدة اللي فضلت من اللي صورته السنة اللي فاتت هو الفيديو ده وكنت نزلته على اللاب توب أول ما أخدته لسبب ما. كنت فرجته لباسم وقالي لازم انشره. الفيديو متاخد في رمسيس بعد احداث رابعة بكام يوم وناس كتيرة ماتت الليله اللي قبلها واليوم نفسه كان فيه ضرب نار كتير، مجموعة من مؤيدي الإخوان باتوا الليلة في جامع الفتح والحكومة قالت انهم ممكن يطلعوا واديتهم الأمان. بغض النظر ان اللي فضل في الأخر اتقبض عليه لكن في لحظة التصوير ديه، ناس من أهالي المنطقة قرروا انهم يحموا الناس اللي جوه وعايزة تطلع بره، يحموهم من جيرانهم اللي كانوا بيضربوا أي حد يطلع. الناس اللي عملوا الكردون البشري ده ماكنوش بيحبوا الإخوان او متعاطفين مع اللي جوه وده لب الموضوع: هم غلبوا انسانيتهم مش انتمائهم أوحتى فكروا بعملية وقرروا يتعاملوا مع موضوع حياة أو موت بشكل مختلف عن المتوقع منهم، لفترة قليلة كسروا دائرة العنف مش لسبب غير انهم مش عايزين دم. الإدراك ده هو مفتاح المشكلة. اللحظة ديه اديتني امل في أسوء أسبوع مر عليا في حياتي واللي سمعته من الناس ساعتها دايما بيفكرني بباسم. من ساعة جنازته وانا كتير بسأل نفسي، باسم هيعمل ايه في الموقف ده. والفيديو ده فيه من روحه رغم انه ماكنش جزء من اللي حصل. الفيديو ده فيه شوية أمل في ذكرى أسبوع دموي. وأنا لسه بدور على مكان تاني أهرب فيه شوية.