Tags

, , , , ,

من ثلاث سنين كنت بأتعمد أتكلم  بصوت واطي وأنا بأحكي لأعز أصدقائي عن الشتيمة اللي اتقالت في خناقة حضرتها، شتيمة تعتبر مقارنة باللي بأقوله دلوقت ولاحاجة. في أصدقاء كثير بيستغربوا التغيير اللي حصل من ساعتها، زملاء الدراسة من الزمن البعيد ممكن يحصلهم صدمة لو عرفوا الشتائم اللي على لساني: في العربية رد فعلي لغباء السواقيين اللي حواليا تطور من حمار لعرص وعلق، أول كلمة بتيجي في بالي كرد فعل لأخبار كتير بأسمعها هي احا، ده غير الإستخدام المتواصل لكلمة بضان، اللي شايفها أدق وصف لناس وحاجات كتير حواليا.

التغير مش تغير في الشخصية، لسه الشتيمة جوه العربية و الزجاج مقفول ولما بأفتحه بأشرح للسواق التاني بهدوء أو بعصبية إزاي كان هيلبس كام عربية فبعض، واستخدامي للألفاظ المسماة بالبذيئة محدود وسط دوائر الأصدقاء المقربين ولسه زي ماأنا مابستخدمش أي نوع من الشتيمة في خناق أو نقاش وخاصة مع ناس مأعرفهاش.

التغير هو مجرد تقبل لإستخدام مصطلحات كانت تصنيفها للجزء الأكبر من حياتي هو عيب وغلط ومايصحش، إالخ، إلخ، يعني أقدر أقول إن الحواجز النفسية والإجتماعية اتكسرت أو أتغير مفهومي للأباحة\قباحة والبذاءة.

 السؤال اللي طرحته على نفسي وأصدقاء سألوه هو ايه سبب، ممكن التعرض لـ والتعود على سماع الألفاظ ديه بصفة مستمرة، الألفاظ اللي أصبحت متاحة بطريقة مباشرة أوبالتلميح في حياتنا، في الشارع، والإعلام، شبكات التواصل الإجتماعي (تويتر، فيس بوك)، إلخ. يمكني تعرضي ليها أكتر شوية.

بس كسر الحاجز النفسي المرتبط بفهمي للبذائة أساسه النقاشات أو الخناقات بتاعة الكام سنة اللي فاتوا، بعد كام مرة من محاولة اقناع ناس أعرفها إن ماينفعش تقتل شخص أو توافق أو تبرر قتله لمجرد اختلافك معاه، بعد كذا نقاش عن التعذيب قدام مبررات من نوعية “في ناس ماينفعش معاها غير كده”، وبعد سماع تبريرات لحالات اغتصاب سواء في السجون أو الإعتداء الجنسي الجماعي، الأباحة\قباحة اللفظية بيبقى ليها تعريف تاني، أقل وطأة من قبل كده.

مثلاً يعني ايه أكثر اباحية من عرض بديهيات الإنسانية للنقاش وسماع تبريرات لإنتهاك الجسد سواء بالقتل أو التعذيب أو الإعتداء الجنسي؟ محتوى الحوار في حد ذاته نزل لدرجات أوطى من الشتيمة. هل لمجرد أن احنا اتربينا إن الشتيمة غلط ده يخليها عيب في حين نقاش ييرر الجرائم البذيئة يعتبر محترم لمجرد خلوه من لفظ ما؟ مااحنا المفروض اتربينا على تقديس حاجات زي الحياة، كنا بنتعاقب على الضرب أكتر من الشتيمة وفكرة القتل بالنسبة لينا حاجة بعيدة عن حياتنا.

والموضوع مش مقتصر على الكلام فقط، في مفاهيم ومعتقدات عن الأدب والاحترام فقدت معناها بالنسبة ليا مع كمية العنف والجثث اللي شوفتها، ايه أكثر قبحا من طفل يتقتل أو يتعذب أو ينتهك جنسياً وفي نفس الوقت تلاقي اللي يبرر أو يقبل ده (سواء من وزراء أو رؤساء وزراء أو حتى ناس عادية؟ أكيد مش الشتيمة.

الشتيمة ممكن تعبر عن مستوى اقتصادي أو اجتماعي وأظن أن ده سبب تصنيفها كأباحة\قباحة غير مقبولة في حين نقاشات اساسها تبرير وتشجيع الإنحطاط الأخلاقي مازالت تصنف كرقي لمجرد تجنبها بعض الألفاظ.

الأسئلة ديه دايما في بالي وساعدت أنها تشيل جزء كبير من تخوفي من استخدام الشتيمة، لكن مش كله، لسه مش عايزة أي نقاش بشارك فيه يتحول لشيتمة وبرده مش عايزة يوصل لمستوى من العهر إن أحنا نناقش إذا كان القتل والتعذيب والإغتصاب مفيد ولا لأ.