Tags

ماعنديش شك أن الأخوان وسياستهم في الحكم هي السبب الرئيسي للإحنا فيه دلوقتي، سياسة قائمة على الأقصاء والتعالي ومبدأ موتو بغيظكم عزلتهم عن جزء كبير من الشارع ومنعتهم انهم يقدروا حجم المشاكل صح، وزودت حالة الاستقطاب.

 الرهان على الموائمات مع النظام (وبالاخص الشرطة و الجيش) على حساب قطاع كبير من الشعب و معسكر الثورة اثبت انه رهان خاطيء وقاتل. عدم اصلاح و هيكلة الداخلية اثاره امتدت اكتر من مجرد التضحية بمبدأ العدالة واستمرار التعذيب في الاقسام، للتأثير بصفة اكبر على مستوى الأمن في الشارع. عدم قيام الشرطة بواجبها و اختفائها بصفة كبيرة من مناطق كثيرة خلى اهالي قرى كثير ياخدوا  حقهم بايديهم. السكوت عن حالات سحل وقتل حرامية على يد الأهالي شجع على انتشار ظاهرة ابتدت اصلاً كرد فعل لعدم وجود قانون.

 العنف المجتمعي بان اثاره مع ازدياد حدة الخطاب الطائفي والذي تم بمباركة النظام و تشجيعه احيانا (مؤتمر سوريا و تصوير المعارضة على انهم “النصارى اعداء الدين” كما قالي احد متظاهري رابعة). هجوم الشرطة على الكتدرائية مع الأهالي (أو البلطجية) في ابريل تزامن مع تزايد الهجوم على الاقباط، وفي الأسبوع السابق ل30 يونيو كان الضربة القاضية في سحل و قتل اربعة من الشيعة في قرية زاوية ابو مسلم. الحادثة جسدت معظم مشاكل البلد قبل و تحت حكم محمد مرسي: خطاب طائفي مدعوم من الدولة (او مسكوت عنه على اضعف الإيمان)، انعدام فكرة العدالة والمحاسبة، زيادة حدة العنف المجتمعي البعيد عن السياسة، ومباركة قطاع كبير من الشعب لفكرة العنف (المفرط) لو فيه “تبرير مناسب”.

الحادث كان مؤلم و صعب في تغطيته. بعد يوم في المشرحة مع الأهالي و الجنازة و الدفنة، قعدت مع بعض الصحفيين الذين غطوا الحدث ساعة او بعد وقوعه مباشرة في القرية. حديثنا كان سبب رئيسي في عدولي عن الذهاب للقرية تاني يوم: لما سألت عن اهل القرية كان الاجابة ان الغالبية فرحانة باللي حصل، الناس كانت فخورة بمشاركتها في قتل الاربع ضحايا و الهجوم على بيت جيرانهم. الموضوع كان اكثر من محبط. الطائفية عامة من اكتر المواضيع التي بلاقي صعوبة في تغطيتها.

المشكلة ان الكلام ماكنش مقتصر على اهل القرية. بعيد ان الفقر و الجهل واللي ممكن لومهم على حال زاوية ابو مسلم واهلها، كان في موجة تأييد وتهليل للحادث. البعد الطائفي هو الاساس، لكن معاه تبرير مخيف لقتل شخص مخالف في الرأي أو العقيدة. كان احسن مثال هو ماكتبه شخص على فيس بوك بيلوم على الناس المصدومة في الحادث، ومستغرب غضب البعض من وحشية القتل بدل الفرحة بمقتل شيعة.

استخدامه للفظ “فرحتك بقتله” كان صادم،  مش لمجرد المنطلق ا لطائفي لكن لربط القتل والدم بالفرحة. وصول مجتمع للدرجة ديه كان هو شهادة وفاة نظام مرسي ومن ساهم في هذا قبله.

المشكلة أن المبدأ استمر بعد خلع مرسي، وبيستخدمه كثير من ثار ضده. في شيك على بياض بيتكتب للشرطة والجيش علشان يعملوا اللي عايزينه مع الاسلاميين وفي الخلفية صدى فكرة “فرحتك بقتله” بيتردد في خطاب اعلامي وعلى عزومات الفطار في رمضان وفي الميادين لتبرير وتشجيع القتل والعنف وانتقاد من يتكلم ضده.

جرافيتي على احدى حوائط القاهرة من يوليو 2011 - تصوير حسام الحملاوي

جرافيتي على احدى حوائط القاهرة من يوليو 2011 – تصوير حسام الحملاوي